«كوليرز»: 5 تأثيرات اقتصادية لنمط السياحة البيئية والمغامرة على الدول

قال تقرير صادر عن شركة «كوليرز» العالمية العاملة فى مجال تقديم الخدمات العقارية التجارية إن السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرة تحظى باهتمامٍ متزايد فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كم

Ad

قال تقرير صادر عن شركة «كوليرز» العالمية العاملة فى مجال تقديم الخدمات العقارية التجارية إن السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرة تحظى باهتمامٍ متزايد فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما أنها تشكل نموذجًا مستداماً، ولها 5 تأثيرات على الدول.

وأفاد التقرير الذى حصلت «المال» على نسخة منه، بعنوان «السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرة (إيوا) الثالث «التوجهات والتأثيرات والمستقبل»، بأن البيئية والصحية والزراعية والمغامرة من الممكن أن يكون لها آثار إيجابية، وأخرى سـلبية على الوجهات السياحية التى تضم مسـاحات طبيعية بكرًا.

وسلّط التقرير الضوء على تأثير أنماط السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرة على الاقتصاد والمجتمع المحلى، مشيرًا إلى أن الإدارة والتخطيط تُشكلان عاملين رئيسيين فى تحقيق الفوائد والحد من الآثار السلبية.

أكد ضرورة تطبيق لوائح بيئية صارمة بجانب تقديم برامج تعليمية للسياح وتعزيز التفاعل الاجتماعي.

تأثيرات اقتصادية وبيئية واجتماعية

ولفت التقرير إلى أن هذا النمط السياحى له تأثيرات اقتصادية وبيئية واجتماعية على الوجهات، موضحا أن التأثير الاقتصادى يضم 5 محاور يتمثل المحور الأول فى توفير فرص عمل بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأضاف أن تلك المحاور تتضمن تطوير البنية التحتية الأساسية، والحد من الفقر من خلال الدخل الذى توفره الشركات المحلية نتيجة الإقبال المتزايد على الوجهات ،بجانبالتنويع الذى يسهم فى توفير مصدر دخل بديل ويدعم مواجهة تقلبات السوق.

أشار التقرير إلى أن هذا النوع يمكن أن يلعب دورًا مهماً فى الحفاظ على البيئة الطبيعية ومحيطها من خلال المساهمة فى تجديدها، كما أنه يعزز الوعى السياحى حول جمال وغنى المنطقة، بالإضافة إلى توضيح أبرز التحديات البيئية وكيفية التخفيف من توابعها.

وقالت “كوليرز” إن إدخال عناصر غير طبيعية وما يترتب عليها من آثار مثل أعداد الزوار الكبرى يعد ضمن التأثيرات السلبية على البيئة، بالإضافة إلى إدارة النقايات والتى يمكن أن يؤدى إنتاجها والتخلص منها إلى زيادة البصمة الكربونية.

ذكر التقرير أن الأثر الثقافى قد يلهم السائحين لتطبيق بعض ممارسات السكان المحليين فى مجتمعاتهم، كما أنه يمكن للأفراد المدربين تكريس مهاراتهم للنهوض بالمجتمع.

بينما قد يؤدى تفضيل توظيف رأس المال البشرى الخارجى على حساب السكان المحليين إلى التفاوت الاجتماعى والمزيد من الفقر، كما أنه يمكن أن تتراجع مستويات الثقافة المحلية فى غياب التخطيط السليم نتيجة التأثيرات الخارجية من السائحين، بالإضافة إلى اضطراب نمط الحياة.

وذكر تقرير كوليرز أمثلة واقعية عن تأثير هذا النمط السياحى على بعض الوجهات منها محمية ماساى مارا فى كينيا، مشيراً إلى أن العوامل الإيجابية تتمثلفى جهود الحفاظ على الطبيعة والتثقيف ، بينما التأثيرات السلبية فتتمثل فى انجراف التربة، و إدارة النفايات والتأثير السلبى على الحياة البرية.

وأضاف أن الوجهة الثانية كانت البحر الميت فى الأردن والتى شهدت نشاطاً سياحياً غير منظم، واستنزاف موارد المياه بالإضافة إلى التسويق التجارى المفرط، بينما كانت التأثيرات الإيجابية فى التدريب المهنى والتبادل الثقافى ودعم الشركات المحلية.

المشهد الإقليمي

وأكد التقرير أن السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرةحققتنجاحًا ملحوظًا فى دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مثل دولة جنوب أفريقيا وتنزانيا وناميبيا، مشيرا الى أن هذه الدول وظفت المساحات الطبيعية والتأثيرات الثقافية القوية لتقديم تجارب فريدة للزوار.

ونوه إلى أن الوجهات السياحية الناشئة خاصة فى الشرق الأوسط تطور الطبيعة الريفية لتوفير تجارب مميزة للزوار، والتى بدورها تساهم فى دفع عجلة الاقتصاد المحلى،مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات تستثمران بشكل كبير فى «البيئية والصحية والزراعية والمغامرة» مدعومة بمبادرات حكومية قوية بما فى ذلك الدعم المالى والسياسى.

ومن أبرز الاستثمارات فى هذا السياق محمية المرموم الصحراوية فى دولة الإمارات، ومشروع أمالا كلينيك لا بريرى، وجاياسوم، ومنتجعات روزود، بالإضافة إلى الكشف عن أكثر من 40 مشروعا يحتفى بأجواء المغامرة فى عمان.

وذكرت كوليرز أن المملكة العربية السـعودية تشهد إطلاق مبادرات للترويج للسـياحة الزراعيـة، مثل صندوق التنمية السعودى الذى يدعم المزارعين المحليين ويشـجع الرحلات .

وأضاف أن مناطق الأحسـاء والطائف وأبها والعلا والجـوف تمتاز بإمكانات كبيرة فى هذا القطاع، إذ تشـتهر بحدائـق ومزارع الورود العطرة والتى تدعـم الاقتصاد المحلى بالإضافة إلى كونها منطقة جذب سـياحى رئيسية.

ولفت إلى أن هناك مجموعة من المشاريع القائمة فى قطاع السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرة منها بابيلون ستورن بجنوب أفريقيا، وهابيتاس العلا بالمملكة العربية السعودية، و سافوت إيليفانت لودج فى بوتسوانا، و منتجع ينابيع ماعين الحارة بالأردن، ومنتجع سدر تريلرز بالإمارات العربية المتحدة.

المستقبل

وأفادت كوليرز بأن مرحلة المفهوم تعد أحد العوامل المهمة فى نجاح مشاريع السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرة، مضيفًة أن تلك المرحلة تتضمن دراسة مفصلة للوجهة وتحديد ملامح المشروع والغاية منه.

وتشكل هذه المفاهيم الركيزة الأساسية للمشروع والموجهة لعملية صنع القرار من خلال اعتماد منهجية شاملة.

وتعتمد قوة المفهوم على التماسك والاتساق بين أهمية المشروع وأسلوب تصميمه والخدمات التى يقدمها والمبادرات الاجتماعية والبيئية فضلاً عن البنية المادية التى يتميز بها.

وبالرغم من أن تطوير أصول السياحة البيئية والصحية والزراعية والمغامرة يتطلب المزيد من الوقت والموارد المالية مقارنة بغيرها من المنتجات الأخرى، الإ أن تخصيص الموارد المناسبة فى المراحل المبكرة يمكن أن يحقق عوائد إيجابية.

وحدد التقرير عناصر مستقبل السياحة البيئية فى أهمية دراسة الوجهة وتحديد المفهوم والغرض منه والمدى الزمنى للترخيص والتصاريح، بالإضافة إلى تحديد محطات رحلة السائح ونوع البناء وتكاليف الصيانة فضلاً عن خطة الشركة متضمنة الجدوى المالية.

ولفت إلى أهمية اختيار المواد المتوفرة محليا والمستدامة وأن يكون الجدول الزمنى واضحاً وواقعياً وتشغيل العاملين وتدريبهم.

وتعتبر«كوليرز» شركة عالمية متخصصة فى مجال خدمات العقارات التجارية من خلال مجموعة خبراء متخصصين يصل عددهم لأكثر من 18000 شخص فى 67 دولة وتقدم مجموعة كاملة من الخدمات فى جميع أنحاء العالم.

وتشمل الخدمات المقدمة التقييمات والاستشارات وإدارة الأصول، إضافة إلى إدارة المشروعات والبحوث داخل المشروعات السكنية والتجارية والتجزئة والضيافة والرعاية الصحية والتعليم وقطاع البنية التحتية والاقتصاد والمناطق الحرة الصناعية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.